[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] كتبهاهشام شـــوراق ، في 3 أبريل 2009 الساعة: 21:08 م من منا لم يصادف شابا أو شبابا متذمرا من وضع
اقتصادي أو اجتماعي أو تعليمي غيــــــــر مرضي عنه؟؟؟.. من منا لم يصادف
شابا أو شبابا ملأ فكره بموضوع واحد هو الهجرة إلــى الخارج؟؟…. أكيد أن
مجتمعنا العربي الكبير مليء بالآلاف إن لم أقل الملايين منهم، لكـــــن، هل
توازي هذه الكفة كفة أخرى لشباب مليء بالحيوية و الطموح و الثقة و
الإنطـــــلاق؟؟… أظن ذلك و أتمناه فعلا، لأنه لولا الأمل لصار الشباب
شيابا .
الواقع أن ما أود التركيز عليه هنا هو
الكفة الأولى، كفة الشباب المتذمر الحانق بل و الحاقـــد أحيانا على وضع
اجتماعي و مادي لم يخلقوه قطعا، لكنهم يكرسونه باتكاليتهم المفرطة التــي
لا تزيد وضعيتهم إلا سوءا و تعقيدا .
و تختلف صور هذه الإتكالية من
شخص لآخر، ومن حالة لأخرى، و لعل زيارتك أو ملاحظتك للعديد من صالات
الأنترنيت أو الألعاب أو المقاهي، قد تحيلك إلى ما أقصـــــــــد، فالشباب
العاطل بهذه الصالات أكثر عددا من الشباب العامل، و الغريب في الأمر هو
إصراره على المداومة على هذه الصالات أكثر من إصراره على المداومة على
البحث عن عمل، بل و الأغرب من هذا أنك تجد في صالات الأنترنيت حلم الهجرة
باديا و مكرسا في الدردشات الآنية اليومية التي يجريها أولئك الشباب و
يداومون عليها باعتبارها الخلاص الوحيد و الأوحد في نظره، و الجميل في
الأمر – إن صح الوصف – هو أن العديد من هذه الدردشات تفضي إلى تلك النتيجة
التي يبتغيها أصحابها، أي الزواج بالأجنبية و الهجرة إلى بلـــــــــــدها،
أو الزواج بالأجنبي و الهجرة إلى بلده… و إذا كان الأمر انتصارا لذلك
الشاب العاطل، أفلا يكون خسارة لوطنه الذي لم يحسن تدبير كفاءاته البشرية و
أضحى يبددها في هجــــــــــــــــــــرة شرعيـــــــــــــــــــــة أو
غيـــــــــــــــــــــر شرعيــــــــــــــــــــــة؟؟؟؟ .
أعتقد أن المشكلة هي أعقد من أن يتعمق فيها هذا التساؤل أو أن تحللها هاته
المحاولة التدوينية المتواضعة، فالأمر هو مجموعة تراكمات تصل حد التواطؤ
فيما بينها لتخلف لنا هذا الوضع المزري لمجموعة من الشباب … فكثير من
الحكومات تتحمل كثيرا من المسؤولية، أو ربما الجانب الأكبر منها، و كثير من
الشباب يتحمل جانبا مهما من المسؤولية بسبب اتكاليته ، سيما حين تتاح له
مجموعة فرص للتغلب على بطالته أو حين لا يسعى أصلا وراء تلك الفرص لأنه يضع
في ذهنه أحد أمرين : إما الوظيفة في القطاع العام، و إما الهجرة إلى
الخارج ، متناسيا أن الرزق لا توفره الوظيفة أو الهجرة فقط، بل يمكن ان
يكون أطيـــــب و أغلــــى بحرفــة متقونـــة أو تجارة حلال قد يبارك الله
فيها بشكل أكبر و أعظم .
و بالتالي، فإن كان شباب اليوم مجنيا عليه في جانب ما،
فإنه جان في الجانب الآخــــر، و إذا تحدثنـــا هنــــــا عن البطالـــة
كمثال، فأكيـــد أن الأمر قد يقــــاس عليـــه فيما يخص عزوف الشباب عن
الزواج أو عن السياسة أو عن القراءة مثلا …
و على
أية حال، هذه مجرد وجهة نظر متواضعة،وأتمنى أن أقرأ وجهــــات نظر
أخـــــــرى من خلال تعقيباتكــــــم و تعليقاتكــــــم إخوانـــــي
أخواتــــــــــــي .
بقلـــــم : هشام شوراق .